في الأسبوع الأخير الذي يسبق عطلة عيد الميلاد، هناك بعض النقاط التي سيتم وضعها على الحروف لإنهاء الأمور العالقة في التقويم الاقتصادي. فالتركيز الأساسي في الولايات المتحدة سينصب على بيانات ثقة المستهلكين وتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية والقراءة النهائية للناتج الإجمالي المحلي للربع الثالث. وبعيدًا عن الولايات المتحدة، سيحظى أيضًا بالاهتمام والمتابعة اجتماع البنك المركزي الياباني وتقرير ثقة المستهلكين في منطقة اليورو.

أما بالنسبة للأسواق الرئيسية، فسينصب التركيز الأساسي على ما تبعات ما أسفر عنه الكم الهائل من البيانات التي تم الإعلان عنها في الأسبوع الماضي. وكان الدولار الأمريكي قد نجح في كبح جماح ضغوط البيع وتمكن من الارتفاع مرة أخرى بعد أن تراجع البنك المركزي الأمريكي عن رواية "عكس مسار سياسته النقدية الحالية". ومع ذلك، فنظرًا لأن البنوك المركزية تقوم برفع أسعار الفائدة وتحاول المحافظة على توجهها المتشدد، يبدو أن المتضرر الأساسي من ذلك سيكون أسواق الأسهم التي ستشهد تصحيحًا.  

احرص على متابعة ما يلي:

  •  أمريكا الشمالية – ثقة المستهلكين وبيانات سوق الإسكان والقراءة النهائية لنمو الناتج الإجمالي المحلي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وجميعها في الولايات المتحدة. وبالنسبة لكندا، سيكون تضخم مؤشر أسعار المستهلكين أهم البيانات خلال الأسبوع.
  • أوروبا - ثقة المستهلكين في منطقة اليورو والقراءة النهائية للناتج الإجمالي المحلي البريطاني للربع الثالث.
  • آسيا – اجتماع البنك المركزي الياباني ومؤشر أسعار المستهلكين في اليابان.
  • أمريكا اللاتينية – تضخم مؤشر أسعار المستهلكين لنصف الشهر في المكسيك والبرازيل

أمريكا الشمالية

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 الدولار الأمريكي (USD)

حاول البنك المركزي الأمريكي أن يظل ثابتًا في تشديد سياسته النقدية. والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت الأسواق تعتقد أن البنك سيرفع سعر الفائدة لما يصل إلى 5% وأعلى من ذلك. وما تزال العقود الآجلة لسعر فائدة الأموال الفيدرالية تسعر الوصول إلى الذروة تحت مستوى 5% في ربيع عام 2023 قبل أن يتم خفض سعر الفائدة مرة أخرى في أواخر عام 2023. وصحيح أن اجتماع شهر ديسمبر للبنك المركزي الأمريكي الذي عقد الأسبوع الماضي ربما يكون قد منع عوائد السندات من الانخفاض على المدى القريب ولكن الأسواق لا تعتقد أن البنك سيرفع أسعار الفائدة بأكثر من 50 نقطة أساس من الآن فصاعدًا. فالبيانات الضعيفة للنشاط الاقتصادي تشير إلى أن الاقتصاد في طريقه نحو الركود.

وصحيح أن مؤشر الدولار الأمريكي يحظى بالدعم على المدى القريب وهذا يساعد في حدوث ارتفع فني، ولكن سيكون من الضروري التحرك فوق مستوى 108.50 حتى يصبح التعافي مؤكدًا وحاسمًا. ويمكن أن يؤدي عدم وجود بيانات اقتصادية بالغة الأهمية في هذا الأسبوع إلى فترة هادئة نسبيًا قبيل عطلة عيد الميلاد.

 الدولار الكندي (CAD)

يتسم البنك المركزي الكندي بالحذر والتحفظ وهو يعارض البنك المركزي الأمريكي الذي يرفع راية تشديد السياسة النقدية.  ومع ذلك فإن مسار رفع سعر الفائدة في البنكين متشابهًا جدًا ويتم تداول الدولار الكندي بشكل أقرب للدولار الأمريكي من أي عملة أخرى من العملات الرئيسية الأخرى. وعلى الرغم من معاناة الدولار الكندي من ارتفع الدولار الأمريكي إلا أن انعزاله النسبي يجعله في موقف جيد مقابل العملات الرئيسية (باستثناء الدولار الأمريكي) إذا حدث ارتداد صعودي حاسم للدولار الأمريكي.

  • زوج دولار أمريكي/دولار كندي (USD/CAD) - بدأ اتجاه تكوين قيعان أعلى من القيعان السابقة منذ مطلع شهر نوفمبر وتتطلع السوق إلى الارتفاع مرة أخرى هذا الأسبوع. وسيؤدي الإغلاق الحاسم فوق مستوى 1.3700 إلى تمهيد الطريق أمام مواصلة الارتفاع إلى مستوى 1.3807. ومع ذلك، فهذا سيجعل الدولار الأمريكي في طريقه لاختبار قمم سبتمبر/أكتوبر للنطاق مرة أخرى عند 1.3850/ 1.3975. كما سيجعل أيضًا مستوى 1.3518 قاعًا مرتفعًا رئيسيًا.     

السلع

نظرًا لأنه تم منع هبوط عوائد سندات الخزانة الأمريكية تحت مستوى معين على المدى القريب ومواصلة الدولار الأمريكي لارتفاعه، تشهد أسواق السلع تحركًا تصحيحيًا. فالمعادن النفيسة التي سجلت ارتفاعًا قويًا خلال الأسابيع الأخيرة معرضة جدًا للتصحيح حيث تقود الفضة الذهب في طريق الانخفاض. ومع ذلك، فإذا استمر ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع الإقبال على المخاطرة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى هبوط النفط أيضًا.

  • نفط برنت - فشل حدوث ارتفاع فني جديد بعد اصطدامه بالمقاومة التي تكونت من نطاق الدعم القديم بين 81.40 دولار و 83.55 دولار والمتوسط المتحرك الهابط لفترة 21 يومًا وخط الاتجاه الهبوطي لفترة خمسة أسابيع. ونحن ما نزال نفضل استخدام الارتفاعات على المدى القريب كفرصة للبيع لإعادة اختبار قاع 75.50 دولار.
  • الذهب - يمكن أن يكون هذا الأسبوع محوريًا وبالغ الأهمية للمعدن الأصفر النفيس. فصحيح أن مواصلة الدولار الأمريكي لارتفاعه سيؤدي إلى التأثير سلبيًا على الذهب ولكن المستوى الفني الذي يجب الحرص على متابعته هو مستوى الدعم عند 1765 دولار. فالاختراق الحاسم لهذا المستوى سيؤدي إلى اكتمال قمة صغيرة وسيقود على الأقل لهبوط لاختبار نطاق الدعم المنحصر بين مستوى 1728 دولار ومستوى 1735 دولار. وإذا تحرك مؤشر القوة النسبية تحت مستوى 50 فإن ذلك سيؤكد أنه يتم النظر إلى الارتفاعات كفرصة للبيع، على الأقل على المدى القريب.
  • الفضة - يشهد الاتجاه الصعودي تراجعًا وسيكون كيفية تفاعل السعر مع نطاق الدعم عند 22 دولار/22.50 دولار هو  المسألة المهمة هذا الأسبوع. فالإغلاق تحت مستوى 22 دولار سيؤدي لتمهيد الطريق أمام حدوث تحرك تصحيحي حاسم على المدى القريب إلى المتوسط. وسيتم تأكيد ذلك إذا هبط مؤشر القوة النسبية تحت مستوى 50. ويجب اختراق المقاومة الأولى الواقعة عند مستوى 23.45 دولار من أجل تشجيع الثيران مرة أخرى.

وول ستريت

بعد أن تراجعت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن رواية "عكس المسار الحالي لسياسة البنك المركزي الأمريكي"، أدى ذلك إلى منع انخفاض عوائد السندات تحت مستوى معين. وكان انخفاض عوائد السندات هو المحرك الأساسي لارتفاع وول ستريت. ولكن إذا بدأت العوائد في الارتفاع فإن ذلك سيؤثر تأثيرًا سلبيًا على الأسهم الأمريكية ولاسيما مؤشر ناسداك. ومع ذلك، فبعد الارتفاع الكبير في الأسابيع الأخيرة فإن مؤشر داو جونز (ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى حد ما) معرض لخطر جني الأرباح حيث يمكن أن يجني مديرو المحافظ الاستثمارية أي أرباح ناتجة عن الارتفاع خلال الفترة التي تسبق عيد الميلاد. 

  •  العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 - هبطت العقود الآجلة بشكل حاد في الأسبوع الماضي. وأدى الكسر الحاسم للدعم عند مستوى 3912 إلى اكتمال تكوين نمط قمة لخمسة أسابيع ويشير إلى مزيد من التصحيح بنحو 190 علامة في الأسابيع المقبلة. وسيؤدي ذلك إلى إعادة رؤية قيعان شهر نوفمبر عند مستوى 3705/3750 من جديد. وتقع المقاومة الأولى عند خط العنق في حين يقع الدعم بين 3912 / 3945.
  • مؤشر ناسداك 100 - أدى الاختراق المؤكد للدعم الواقع بين مستوى 11465 ومستوى 11730 إلى تحويل التوقعات إلى تصحيحية مرة أخرى. وتم تأكيد هذا التحرك من خلال انخفاض مؤشر القوة النسبية أيضًا. وإذا تحول الدعم السابق الواقع بين مستوى 11435 ومستوى 11525 إلى مقاومة فإن احتمال حدوث تصحيح أعمق سيزداد.
  •  العقود الآجلة لمؤشر داو جونز - بعد أن فقدت السوق القوة الدافعة الأسبوع الماضي، توقف الارتفاع. وأدى الإغلاق تحت مستوى 33450 بالإضافة إلى الاختراق الذي تم تأكيده على مؤشر القوة النسبية اليومي إلى تحويل السوق إلى سوق تصحيحية. ويبدو الآن أن الارتفاعات على المدى القريب تشكل فرصة للبيع. ويشير نمط القمة الصغيرة إلى التحرك الهبوطي نحو مستوى 32200 في البداية.

أوروبا:

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 اليورو (EUR)

قام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بمقدار 5 نقطة أساس ووعد بالمزيد من الزيادات لأسعار الفائدة في المستقبل. ومع ذلك فإن الارتفاع في توقعات خبراء البنك المركزي الأوروبي للتضخم هي ما أثارت اهتمام الثيران. فهذا الارتفاع يحافظ على الميل نحو تشديد السياسة النقدية ويساعد اليورو على الارتفاع أمام العملات الرئيسية (باستثناء الدولار الأمريكي) في سوق الفوركس.

 ومع ذلك، سيتابع المتداولون باهتمام الفروق بين عوائد السندات في بلدان منطقة اليورو الأساسية والطرفية. فعوائد السندات الألمانية قد ارتفعت مقابل عوائد السندات الإيطالية بشكل حاد يزيد عن 200 نقطة أساس وإذا استمر هذا الارتفاع الحاد فإنه يمكن أن يؤثر سلبيًا على اليورو.

  • زوج يورو/دولار أمريكي (EUR/USD) - لم تظهر قوة الدولار الأمريكي كثيرًا مقابل اليورو ولكن التحرك الصعودي لزوج يورو/دولار أمريكي يبدو محفوفًا بالمخاطر. وعلى الرغم من عدم وجود إشارات بيع صريحة حتى الآن إلا أن التحرك الحاسم حتى مستوى 1.0595 سيكون إشارة تحذيرية وسيمهد الطريق مام الانخفاض نحو مستوى 1.0440. وتزداد المقاومة عند مستوى 1.0735.

الجنيه الإسترليني (GBP)

ما تزال السياسة النقدية متشددة لكل من البنك المركزي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي. ولكن هناك قدر كبير من الضبابية والغموض يكتنفان سياسة البنك المركزي البريطاني في المستقبل. فهناك عضوان من الأعضاء السبعة لجنة السياسة النقدية بالبنك قد صوتا لصالح عدم إجراء أي تغيير في اجتماع اللجنة الأسبوع الماضي. ويبلغ سعر الفائدة الآن 3.50% وربما يقوم البنك المركزي البريطاني برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأكثر في اجتماعه في مطلع عام 2023، ولكنه سيكون من الصعب رؤية زيادة أبعد من ذلك بكثير. ونظرًا لحالة الاقتصاد البريطاني المحفوفة بالمخاطر (رفع أسعار الفائدة الذي يمكن أن يؤدي إلى ركود في ظل عجز مزدوج بنسبة 5%)، يتأهب الجنيه الإسترليني لتراجع في أدائه أمام العملات الرئيسية في سوق الفوركس. 

  • زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي (GBP/USD) - بعد أن كسر الزوج الاتجاه الصعودي الذي استمر لفترة ستة أسابيع فإن الزوج على وسك التحول إلى تحرك تصحيحي. فالإغلاق الحاسم تحت مستوى الدعم 1.2105 سيكون إشارة سلبية، ولاسيما إذا تم تأكيده من خلال تحرك مؤشر القوة النسبية بشكل حاسم تحت مستوى 50. كما سيؤدي ذلك إلى تمهيد الطريق أمام مزيد من الهبوط والتحرك إلى القاع المرتفع الرئيسي التالي عند مستوى 1.1900. والمقاومة الواقعة عند 1.2345 / 1.2450 آخذة في الازدياد.

المؤشرات

تحولت الارتفاعات التي كانت تسجلها المؤشرات الأوروبية إلى الاتجاه المعاكس بشكل حاسم. ونظرًا لقوة الارتفاع الذي حققته المؤشرات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، فالأمر المثير للقلق هو أن يرى مديري المحافظ الاستثمارية أن المكاسب تتضاءل، فهذا من شأنه أن يقود إلى سيل من عمليات جني الأرباح. وتتمثل المخاطرة في أنه مع اقتراب العام من نهايته، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تصحيح سريع خلال هذا الأسبوع.

  • مؤشر داكس (DAX) - أصبح التداول المنحصر في نطاق بين مستوى 14125 ومستوى 14605 الآن نمط قمة بعد أن كسرت السوق الدعم بشكل حاسم. ويعني هذا التحرك حدوث تصحيح إلى مستوى 13700 / 13800. ومع ذلك فإن مؤشر داكس يتفاعل بشدة مع التقلبات في المعنويات ويتحرك بشكل هبوطي حاد. ويشير مؤشر القوة النسبية إلى الكثير من احتمالات الهبوط. وفي الوقت الحالي فإن التحرك تحت مستوى 13560 سيعني إشارة هبوطية.
  • مؤشر فوتسي (FTSE 100) - يعكس الاتجاه الصعودي مساره بشكل حاد. والأمر المثير للقلق هو أنه بما أن مؤشر القوة النسبية يقع الآن عند مستوى الأربعينات المنخفض فإن هناك احتمالات كبيرة للهبوط. وبالنظر إلى الاتجاه الصعودي، فهذا التحرك سيعود نحو نطاق الدعم 7250 / 7304. كما أن نطاق الدعم القديم للاختراق حول مستوى 7440 يمثل الآن أساس المقاومة عند 7440 / 7470.


يتم تقديم هذه المادة بغرض إمدادك بمعلومات عامة فقط ولا يُقصد منها أن تشكل (ولا ينبغي اعتبارها) مشورة للاستثمار المالي أو أي نوع آخر من المشورة التي يمكن الاعتماد عليها. فمن غير المصرح لشركة إنفينوكس تقديم المشورة الاستثمارية. ولا يشكل أي رأي وارد في هذه المادة توصية سواء من إنفينوكس أو من المؤلف بأن أي استثمارات ، أو أوراق مالية ، أو معاملات ، أو استراتيجيات استثمار محددة ملائمة لأي شخص.جميع عمليات التداول تنطوي على مخاطر.