مقدمة
كان هناك تمهيد كبير لهذه اللحظة التي تعتبر تاريخية هذا الأسبوع. فالبنك المركزي الأمريكي سيبدأ بشكل رسمي تشديد سياسته النقدية وسيؤكد خطوته التالية في الابتعاد عن السياسة النقدية التيسيرية للغاية التي تبناها في حقبة ما بعد الجائحة. كما أن هناك أيضًا بنكان مركزيان كبيران سيقومان بتحديث سياستهما النقدية في هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يقوم البنك المركزي البريطاني أيضًا برفع سعر الفائدة. وسيشهد الأسبوع أيضًا الإعلان عن مجموعة من بيانات التضخم التي ينتظرها المتداولون. فمن المنتظر أن يكون هذا الأسبوع مهمًا للأسواق الرئيسية.
احرص على متابعة ما يلي:
- أمريكا الشمالية – رفع سعر الفائدة من جانب البنك المركزي الأمريكي والإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى التضخم في كندا
- أوروبا وآسيا – رفع محتمل لسعر الفائدة من جانب البنك المركزي البريطاني واجتماع البنك المركزي الياباني، بالإضافة إلى بيانات صينية ومعدل البطالة في أستراليا
- أمريكا اللاتينية – رفع سعر الفائدة من جانب البنك المركزي البرازيلي
بيانات أمريكا الشمالية:
- مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة (الثلاثاء 15 مارس، الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يسجل ضغوط التضخم في بوابة المصانع ارتفاعًا، فمن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين الكلي إلى 10.0% في شهر فبراير (من 9.7% في يناير)، ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين الأساسي إلى 8.5% (من 8.3%).
- مؤشر أسعار المستهلكين في كندا (الأربعاء 16 مارس، الساعة 12:30بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 4.5% في شهر فبراير (من 4.3% في شهر يناير).
- مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة (الأربعاء 16 مارس، الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن تسجل مبيعات التجزئة الأساسية (المستثنى منها مبيعات السيارات) ارتفاعًا بنسبة 0.9% في فبراير (بعد النمو القوي بنسبة 3.3% في شهر يناير).
- قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي (الأربعاء 16 مارس، الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 0.50% (من 0.25% في السابق)
- الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة (الخميس 17 مارس، الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يرتفع الإنتاج بنسبة 0.3% في فبراير، مما يعني أن الإنتاج على أساس سنوي سيتحسن إلى 4.3% (من 4.1% في يناير).
- مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة (الجمعة 18 مارس، الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن تنخفض المبيعات إلى 6.15 مليون في شهر فبراير (من 6.5 مليون في شهر يناير).
أدى الارتفاع الكبير للتضخم والتعافي الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة إلى توقعات كبيرة برفع أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأمريكي. وفي هذا الأسبوع، هناك توقعات كبيرة بأن يبدأ البنك المركزي الأمريكي في تشديد سياسته النقدية. ومنذ شهر مضى، كان الحديث يدور حول رفع محتمل لسعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ولكن تم التخلي عن هذه الفكرة نتيجة للضبابية والصدمة الاقتصادية التي تعرض لها الاقتصاد العالمي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وبناء على ذلك، من المنتظر أن يتم رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وستهتم الأسواق برؤية المخططات النقطية لزيادات أسعار الفائدة في المستقبل بالإضافة إلى توقعات التضخم والنمو.
من المتوقع أن تسجل مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة قراءة قوية مرة أخرى وأن ترتفع بنسبة 0.8% على أساس شهري في فبراير. ونظرًا لتأثيرات القاعدة الإيجابية (كان هناك انخفاض مقداره سالب 3.2% في فبراير 2021 والذي تم استبعاده الآن من البيانات)، ستكون هذه القراءة إيجابية جدًا بالنسبة لنمو مبيعات التجزئة لفترة 12 شهرًا. ومن المتوقع أن يكون الإنتاج الصناعي أيضًا إيجابيًا في شهر فبراير ويؤدي إلى زيادة قوة معدل النمو للإنتاج على أساس سنوي. ويواصل معدل استغلال طاقة الإنتاج التحسن ومن المتوقع أن يرتفع إلى 77.8% في فبراير (من 77.6% في شهر يناير) وسيكون ذلك أعلى مستوى له منذ مايو 2019.
رد فعل السوق:
- المسار المتوقع لأسعار الفائدة للبنك المركزي الأمريكي (المخططات النقطية) سيكون له أهمية بالغة للدولار الأمريكي.
- سيتأثر الدولار الأمريكي أيضًا تأثرًا إيجابيًا بأي ارتفاع أعلى من المتوقع في مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي.
- سيتأثر الدولار الكندي تأثرًا إيجابيًا بأي مفاجأة صعودية في بيانات التضخم الكندية.
أوروبا وآسيا:
- الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين (الثلاثاء 15 مارس، الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن ينخفض الإنتاج الصناعي على أساس سنوي إلى 3.8% في شهر فبراير (من 4.3% في شهر يناير)، بينما من المتوقع أن تتحسن مبيعات التجزئة وترتفع إلى 3.5% (من 1.7%).
- معدل البطالة ونمو متوسط الدخل في المملكة المتحدة (الثلاثاء 15 مارس، الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند مستوى 4.1% في يناير، بينما من المتوقع أن يسحل متوسط الدخل انخفاضًا طفيفًا إلى 4.0% (من 4.3%).
- مؤشر زد.إي.دبليو للمعنويات الاقتصادية في ألمانيا (الثلاثاء 15 ديسمبر، الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يسجل المؤشر انخفاضًا حادًا إلى 16.8 في شهر مارس (من 54.3 في شهر فبراير).
- معدل البطالة في أستراليا (الخميس 17 مارس، الساعة 00:30 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2% في فبراير (4.2% في يناير).
- التضخم في منطقة اليورو – القراءة النهائية (الخميس 17 مارس، الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن تظل مستويات التضخم دون تغيير عند 5.8% بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين الكلي المنسق و2.7% بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي المنسق.
- قرار السياسة النقدية للبنك المركزي البريطاني (الخميس 17 مارس، الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يقوم البنك المركزي البريطاني برفع جديد لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 0.75% (من 0.50% في السابق)
- مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في اليابان (الخميس 17 مارس، الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي بشكل طفيف إلى 0.2% في شهر فبراير (من 0.3% في شهر يناير)
- اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني (الجمعة 18 مارس، الساعة 03:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع عدم تغيير سعر الفائدة الأساسية لتظل كما هي عند مستوى سالب 0.10%.
من المتوقع أن يقوم البنك المركزي البريطاني برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس. وسيكون الأمر المهم الذي سيحظى بالمتابعة هو مدى إجماع أعضاء لجنة السياسة النقدية بالبنك على هذا القرار. ويذكر أن في اجتماع الشهر الماضي عارض عضوان قرار رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وطالبا برفعها بمقدار 50 نقطة أساس. ولن يشهد هذا الاجتماع تحديثات للتوقعات الاقتصادية ولكن القلق العميق بشأن ارتفاع التضخم وتأثيره السلبي على النمو في محضر الاجتماع سيكون هو العامل المحدد لأداء الجنيه الإسترليني. وفي ظل أن منحنى عائد السندات الحكومية البريطانية مقلوب بالفعل حيث إن عائد سندات العامين أكبر من عائد سندات الستة أعوام، تسعر أسواق السندات خطأ في السياسة. وهناك توقعات واضحة الآن بأن يتم تغيير مسار السياسة بعد القيام بهذه الزيادات التلقائية في أسعار الفائدة.
من المتوقع أن يشهد التضخم الأساسي في اليابان انخفاضًا هذا الشهر بالتراجع إلى 0.2% من 0.3% في الشهر السابق. ولن يكون لذلك أي تأثير يذكر لإقناع البنك المركزي الياباني بالقيام بأي تغييرات كبيرة على سياسته النقدية. ولكن الأسابيع الأخيرة شهدت اقتراب عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات من مستوى الحد الأقصى الذي يبلغ 0.25% المحدد لمستوى 0% المستهدف، وسيكون من المهم معرفة ما إذا كان هذا يمكن أن يؤدي إلى رد فعل من جانب البنك.
رد فعل السوق:
- سيشهد الجنيه الإسترليني تقلبات يوم الثلاثاء تأثرًا ببيانات البطالة ويوم الخميس تأثرًا بقرار البنك المركزي البريطاني بشأن سعر الفائدة.
- سيتعرض اليورو لضغوط عند أي مفاجأة سلبية لقراءة مؤشر زد.إي.دبليو الألماني. القراءة المعدلة للتضخم من غير المحتمل أن يكون لها تأثير كبير.
- سيتحرك الدولار الأسترالي عند حدوث أي مفاجآت في بيانات البطالة الأسترالية.
أمريكا اللاتينية:
- الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في كولومبيا (الثلاثاء 15 مارس، الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش) – من المتوقع أن يرتفع الإنتاج الصناعي على أساس سنوي إلى 14.0% في يناير (من 13.1% في ديسمبر)، ومن المتوقع انخفاض مبيعات التجزئة إلى 7.3% (من 15.9%).
- اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي البرازيلي (الأربعاء 16 مارس، الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش) – من المتوقع أن يتم رفع سعر الفائدة بمقدار 100نقطة أساس لتصل إلى 11.75% (من 10.75% في السابق).
- الناتج الإجمالي المحلي في تشيلي (الجمعة 18 مارس، الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يسجل الناتج الإجمالي المحلي نموًا بنسبة 3.5% على أساس ربع سنوي.
- معدل البطالة في البرازيل (الجمعة 18 مارس، الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش) من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة ارتفاعًا طفيفًا إلى 11.3% في يناير (من 11.1% في شهر ديسمبر)
يواصل البنك المركزي البرازيلي محاربة التضخم في البلاد الذي تزيد نسبته عن 10% من خلال رفع أسعار الفائدة التي أصبحت هي الأخرى الآن أعلى من 10%. ومن المتوقع أن يقوم البنك برفع جديد لسعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، مما سيجعل سعر الفائدة أعلى من التضخم (الذي يبلغ في الوقت الحالي 10.38%). ومع ذلك، فمن المتوقع أيضًا أن يرتفع معدل البطالة في البرازيل، وبالتالي فهناك عواقب اقتصادية لهذه المستويات المرتفعة من أسعار الفائدة.
رد فعل السوق
- سيتأثر البيزو الكولومبي بما ستسفر عنه نتائج يوم الثلاثاء لبيانات الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة.
- سيتحرك الريال البرازيلي بناء على قرار البنك المركزي البرازيلي بشأن سعر الفائدة وبيانات البطالة.
- سيتحرك البيزو التشيلي عند حدوث أي مفاجآت في قراءة تقرير الناتج الإجمالي المحلي.