مع اقتراب عطلة عيد الميلاد، سيكون الأسبوع المقبل أسبوعًا مهمًا للغاية للأسواق المالية. ففي كل مكان في العالم هناك بيانات مهمة سيتم الإعلان عنها. ففي الولايات المتحدة، ستصدر بيانات تضخم مؤشر أسعار المستهلكين التي ستكون أخر البيانات المهمة التي سينظر إليها البنك المركزي الأمريكي قبل أن تعلن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن قرارها بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء المقبل. فبعد المفاجآت الصعودية الأخيرة لمؤشر أسعار المستهلكين فإن تسجيل أي مفاجأة صعودية جديدة في قراءة المؤشر يمكن يدفع البنك المركزي الأمريكي لأن يصبح أكثر تشددًا مما كانت السوق تعتقد في السابق.

وبعيدًا عن الولايات المتحدة، سيشهد الأسبوع المقبل أيضًا الإعلان عن قرارات مهمة متعلقة بالسياسة النقدية للبنوك المركزية الرئيسية الأخرى والتي تشمل البنك المركزي السويسري والبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي. وفي ظل صدور بيانات التضخم ومبيعات التجزئة والقراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات، يمكن أن يكون المتداولون على موعد مع أسبوع حافل بالتقلبات.

احرص على متابعة ما يلي:

  •  أمريكا الشمالية  – مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة والانتاج الصناعي في الولايات المتحدة جنبًا إلى جنب مع اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المهم.
  • أوروبا – قرار السياسة النقدية للبنك المركزي السويسري والبنك المركزي البريطاني والبنك المركزي الأوروبي بالإضافة إلى معدل البطالة ومؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة في بريطانيا.
  • آسيا  – معدل البطالة الأسترالي والانتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين بالإضافة إلى القراءة الأولى لمؤشرات مديري المشتريات في أستراليا واليابان.
  • أمريكا اللاتينية – قرار السياسة النقدية للبنك المركزي المكسيكي والكولومبي.

أمريكا الشمالية

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 الدولار الأمريكي (USD)

تقترب الأسواق المالية من اجتماع مهم للغاية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والذي يأتي في وقت يكون فيه الدولار الأمريكي متوازنًا توازنًا دقيقًا. فالتحرك التصحيحي للدولار الأمريكي والذي بدأ منذ شهر أكتوبر قد وصل إلى لحظة محورية. وأدت المفاجآت الإيجابية الأخيرة التي سجلتها البيانات الاقتصادية الأمريكية إلى إثارة الشكوك حول موقف السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي. فقد كشفت بيانات الوظائف غير الزراعية وتقرير معهد إدارة التوريدات لقطاع الخدمات استمرار ضيق سوق العمل الأمريكية والنمو القوي للأجور. وإذا سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي هو الآخر أيضًا مفاجأة صعودية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اتخاذ البنك المركزي الأمريكي لموقف أكثر تشددًا مما كان متوقعًا في السابق.

 وسيتابع المتداولون العقود الآجلة لسعر فائدة الأموال الفيدرالية والتي تسعر في الوقت الحالي المستوى النهائي لسعر الفائدة بما يقارب 5%. ويمكن أن تؤدي المفاجآت الإيجابية في مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي إلى زيادة هذا المستوى. وبالتالي فإن هذا يمكن أن يدفع الدولار الأمريكي نحو التعافي والارتفاع مرة أخرى. تقع المقاومة الرئيسية لمؤشر الدولار بين 107 و108. ويمكن أن يؤدي الإغلاق المستمر تحت مستوى 104.60 إلى تعرض الدولار الأمريكي لمزيد من التصحيح.

الدولار الكندي (CAD)

لا يزال البنك المركزي الكندي يتوخى الحذر على الرغم من قيامه برفع سعر الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 4.25% والتي بدت كخطوة جريئة بعض الشيء من جانب البنك. و"يدرس" البنك الآن ما إذا كانت هناك حاجة إلى المزيد من الرفع لأسعار الفائدة. فالبنك يقر أنه توجد "أدلة متزايدة على أن تشديد السياسة النقدية يحد من الطلب المحلي" على الرغم من صمود النمو حتى الآن. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى التأثير سلبيًا على أداء الدولار الكندي ولاسيما في أزواج العملات الرئيسية.

  • زوج دولار أمريكي/دولار كندي (USD/CAD) - صحيح أن الدولار الأمريكي قد بدأ في الضعف مرة أخرى ولكن أداء الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي لا يزال قويًا. فالمؤشرات الفنية تظهر أن السوق مستقرة فوق ما يمكن أن يكون الآن نطاق محوري متوسط المدى حول مستوى 1.3500/1.3570. ويظهر تكوين قيعان أعلى من القيعان السابقة خلال الشهر الماضي ضعف أداء الدولار الكندي. وصحيح أن هذا الأسبوع سيشهد تقلبات، ولكن التحرك فوق مستوى 1.3700 سيمهد الطريق نحو الارتفاع إلى مستوى 1.3800/1.3850.  

السلع

إذا استمر الانخفاض في عوائد سندات الخزانة، فمن المفترض أن يكون ذلك داعمًا للمعادن النفيسة في سوق السلع. ولكننا يمكن أن نتوقع حدوث بعض التقلبات الكبيرة هذا الأسبوع الذي سيشهد صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي واجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. فتسجيل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لمفاجأة إيجابية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تصحيح في المعادن النفيسة، وخصوصًا إذا تم تأكيد ذلك من خلال قرار للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أكثر تشددًا مما كان متوقعًا. وعندما تبدأ الأمور في الاستقرار، ستل توقعات عوائد السندات الأمريكية هي المحرك الرئيسي للمعادن النفيسة في ظل استمرار العلاقة السلبية القوية بين عوائد السندات والمعادن النفيسة.

 عانى النفط مؤخرًا حيث كانت معنويات السوق تتسم بقدر أقل من الإيجابية. ولكن مع قدوم برد الشتاء القارس في أوروبا، يمكن أن تبدأ أسعار الطاقة في الحصول على الدعم. ويمكن أن تصب حالة تشبع البيع في النفط في مصلحة ارتفاع فني.

  • نفط برنت - أدى الانخفاض الحاد الذي شهده الأسبوع الماضي تحت نطاق الدعم المنحصر بين 81.40 دولار و83.55 دولار  إلى توقعات بحدوث تصحيح يمهد الطريق نحو الانخفاض إلى مستوى الدعم التالي عند 69.60 دولار. ومع ذلك فإن حالة تشبع البيع على المدى القريب يمكن أن تترك مجالاً لحدوث ارتفاع فني. وسيصبح الدعم القديم مقاومة جديدة.
  • الذهب - نمط القاع المزدوج المهم لا يزال يشير إلى الارتفاع نحو مستوى 1844 دولار للأوقية. وفي ظل الدعم من الاتجاه الصعودي لفترة شهر واحد والمتوسط المتحرك لفترة 21 يومًا، نحن نفضل استخدام أي ضعف مدعوم نتيجة للتقلبات المرتفعة هذا الأسبوع كفرصة للشراء. يقع الدعم الأولي عند مستوى 1765 دولار ويقع الدعم الرئيسي الآن عند مستوى 1728 دولار. وسيؤدي الإغلاق فوق مستوى 1810 دولار إلى تمهيد الطريق أمام الارتفاع إلى مستوى 1844 دولار.
  •  الفضة - لا تزال سلسلة القيعان الأعلى من القيعان السابقة تجد الدعم حول مستويات الاختراق القديمة تاركة أحدث مستوى للدعم حول 22 دولار/22.50 دولار. وبعد أن تبدأ الأمور في الاستقرار بعد أسبوع من المحتمل أن يكون متقلبًا، لا نزال نفضل استخدام الضعف المدعوم كفرصة للشراء.

وول ستريت

شهدت زيادة الإقبال على المخاطرة ضعفًا في الأسبوع الماضي وتصدعت الاتجاهات الصعودية. صحيح أن شهر ديسمبر عادة ما يكون شهرًا إيجابيًا للأسهم. ولكن من المحتمل أن تشهد أسواق الأسهم أسبوعًا متقلبًا في ل الإعلان عن مجموعة من البيانات البالغة الأهمية جنبًا إلى جنب مع قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. ويمكن أن يؤدي تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لقراءة أعلى مما كان متوقعًا إلى حدوث اختراق هبوطي يقوده مؤشر ناسداك.

  •  العقود ألآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 – الأيام القليلة القادمة ستكون بالغة الأهمية للعقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500. فصمود الدعم في منطقة 3912/3935 سيحافظ على إمكانية الارتفاع لإعادة اختبار المقاومة الواقعة في منطقة 4106/4145. وسيؤدي الإغلاق الحاسم تحت مستوى 3192 إلى تحويل السوق إلى سوق تصحيحية وإمكانية الهبوط إإلى مستوى 3750.
  • العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 - أصبح التعافي موضع شك كبير بعد أن تعثر مسار التعافي في الأسابيع الأخيرة. وصحيح أن الدعم الواقع في منطقة 11465/11730يتعرض لضغوط كبيرة إلا أنه لا يزال صامدًا حتى الآن. وسيؤدي الاختراق الهبوطي الحاسم إلى إعادة رؤية مستوى 10500/10800 من جديد.
  • العقود الآجلة لمؤشر داو جونز - فقد التعافي قوته الدافعة وتعرض قاع نطاق الدعم المهم عند 33620/34245 لتهديد شديد. وصحيح أن هذا النطاق لا يزال صامدًا حتى الآن، ولكن الاختراق الهبوطي سيؤدي لاستكمال نمط القمة التصحيحي. المقاومة الواقعة عند 34705 مهمة للغاية الآن. وسيؤدي الكسر تحت مستوى 33190 إلى تأكيد توقعات التصحيح.

أوروبا:

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 اليورو (EUR)

توجد حالة من الغموض والضبابية تكتنف الاجتماع المقبل للبنك المركزي الأوروبي بدرجة أكبر بكثير مما كان عليه الحال قبل نحو أسبوع واحد مضى. صحيح أن انخفاض التضخم في منطقة اليورو يعتبر أمرًا مشجعًا. ومع ذلك، كان صوت الصقور أكثر صخبًا مؤخرًا. وعلى الرغم من ذلك، تشير التوقعات إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مما يشير إلى مخاطر بسيطة لحدوث مفاجأة تشديدية. وحتى إذا تم رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يمكن أن يكون ذلك أيضًا "تشديدًا بمقدار 50 نقطة أساس". كما سنحصل أيضًا على توقعات التضخم والناتج الإجمالي المحلي التي ينبغي متابعتها باهتمام.

  • زوج يورو/دولار أمريكي (EUR/USD) - يصمد التعافي بشكل جيد في مواجهة خطر التصحيح من جديد. فالزخم يأخذ مسارًا صعوديًا وما يزال يتم الشراء عند الضعف، مما يترك دعمًا أوليًا عند مستوى 1.0442 فوق القاع المرتفع عند 1.0290. والتحرك فوق مستوى 1.0615 يمهد الطريق أمام مواصلة الارتفاع إإلى قمة شهر مايو المهمة عند مستوى 1.0785.


الجنيه الإسترليني (GBP)

ما يزال البنك المركزي البريطاني واقعًا بين المطرقة والسندان. فالنتائج السيئة إلى حد ما لمجموعة من البيانات الاقتصادية تمثل قيدًا أمام التغلب على التضخم الذي من المتوقع أن يستمر فوق مستوى 11% هذا الأسبوع. ويبدو أن رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هو الحل الوسط وهو الأمر المتوقع بعد الميل التيسيري للسياسة بالتصويت بنسبة 7 إلى 2 لصالح رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في شهر نوفمبر.  وقد نشهد الجنيه الإسترليني يعاني أمام اليورو يوم الخميس حيث سيعلن كلا البنكين المركزيين عن قرارهما بشأن أسعار الفائدة.

  •  زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي (GBP/USD) - ترك التعافي الصعودي قيعان رئيسية أعلى من القيعان السابقة وفي ظل الشكل الإيجابي لمؤشر القوة النسبية فإننا ما  نزال نرى استخدام الضعف كفرصة للشراء. وصحيح أنه يوجد دعم أولي عند مستوى 1.2105 ولكن الدعم الرئيسي من منظور فني يقع عند مستوى 1.1900 وهو أول قاع مرتفع مؤكد. وسيؤدي الاختراق فوق المقاومة الواقعة عند مستوى 1.2400إلى تمهيد الطريق أمام مواصلة الارتفاع إلى منطقة 1.2600/1.2670.

المؤشرات

شهدت المؤشرات الأوروبية كسر اتجاهات التعافي. والأمر الذي يبعث على القلق هو أن أسواق الأسهم قد بدأت في الضعف على الرغم من استمرار انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية. فهذا يمكن أن يؤدي إلى تحرك تصحيحي على المدى القريب. وفي ظل البيئة السلبية للمخاطرة، من المحتمل أن يقود مؤشر داكس مسيرة الانخفاض.

  • مؤشر داكس (DAX) - تم كسر الاتجاه الصعودي الذي استمر لفترة سبعة أسابيع حيث ابتعدت السوق عن المقاومة طويلة الأجل الواقعة عند منطقة 14700/14800. وفي الوقت الحالي، ينحصر نطاق التداول في بين مستوى 14125 ومستوى 14605 ولكن نظرًا لضعف القوة الدافعة فإن خطر حدوث تصحيح يتزايد. ويمكن أن يكون التحرك التالي حاسمًا.
  • مؤشر فوتسي (FTSE 100) - تم كسر الاتجاه الصعودي حيث ابتعدت السوق عن المقاومة المهمة الواقعة عند منطقة 7625/7695. ونظرًا لأن هذه السوق كانت سوقًا رئيسية للمتداولين الذين يتبعون استراتيجية التداول الخاطف "السوينج" طوال عام 2022 فإن خطر حدوث تصحيح آخذ في التزايد. ويمكن أن يؤدي الاختراق الحاسم تحت مستوى 7440 إلى تمهيد الطريق أمام الانخفاض نحو مستوى 7300 باعتباره مستوى الدعم التالي.


يتم تقديم هذه المادة بغرض إمدادك بمعلومات عامة فقط ولا يُقصد منها أن تشكل (ولا ينبغي اعتبارها) مشورة للاستثمار المالي أو أي نوع آخر من المشورة التي يمكن الاعتماد عليها. فمن غير المصرح لشركة إنفينوكس تقديم المشورة الاستثمارية. ولا يشكل أي رأي وارد في هذه المادة توصية سواء من إنفينوكس أو من المؤلف بأن أي استثمارات ، أو أوراق مالية ، أو معاملات ، أو استراتيجيات استثمار محددة ملائمة لأي شخص.جميع عمليات التداول تنطوي على مخاطر.