بعد الطوفان الأخير من قرارات البنوك المركزية، فمن الممكن أن نغفر للمستثمرين توقفهم لالتقاط الأنفاس في أسبوع هادئ من حيث البيانات الاقتصادية.  ومع ذلك فهناك دائمًا شيء يؤثر على الأسواق ويحركها. ومن جديد سينصب التركيز على الولايات المتحدة.

ففي البداية، تستحق انتخابات التجديد النصفي الأمريكية التي ستعقد يوم الثلاثاء قدرًا كبيرًا من المتابعة والاهتمام. وفي ظل أن توقعات التضخم في الولايات المتحدة لا تزال تحظى بأهمية كبيرة للسياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي فن مؤشر أسعار المستهلكين سيؤثر بشدة في وقت لاحق من الأسبوع. وبعيدًا عن الولايات المتحدة، من المتوقع أن تؤكد القراءة الأولى للناتج الإجمالي المحلي البريطاني للربع الثالث دخول الاقتصاد البريطاني في مرحلة الكساد الفني.  وفي أمريكا اللاتينية، يتعلق الأمر كله بالتضخم حيث من المنتظر أن يقوم البنك المركزي المكسيكي برفع سعر الفائدة بشكل كبير مرة أخرى.

 احرص على متابعة ما يلي:

  •  أمريكا الشمالية – انتخابات التجديد النصفي الأمريكية وتضخم مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين في الولايات المتحدة.
  • أوروبا - مبيعات التجزئة في الاتحاد الأوروبي والناتج الإجمالي المحلي البريطاني للربع الثالث.
  • آسيا - تضخم مؤشر أسعار المستهلكين الصيني.
  • أمريكا اللاتينية – التضخم في تشيلي والمكسيك والبرازيل، بالإضافة إلى قرار البنك المركزي المكسيكي بشأن سعر الفائدة.

أمريكا الشمالية

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 الدولار الأمريكي (USD)

قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، كان الدولار الأمريكي يتعرض لضغوط تصحيحية مقابل الكثير من العملات الرئيسية في ظل الحديث عن تغيير البنك المركزي الأمريكي لموقفه الحالي بشأن سياسته النقدية. ولكن رئيس البنك المركزي الأمريكي جيروم باول أطاح بهذه التوقعات تمامًا وسجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا كبيرًا مرة أخرى أمام عملات الفوركس الرئيسية. المقاومة التالية لمؤشر الدولار الأمريكي هي قمة شهر أكتوبر الواقعة عند مستوى 114.00 ولكن لا يمكن استبعاد الوصول إلى قمة شهر سبتمبر الواقعة عند مستوى 114.80 في الأسابيع القادمة.

 من المحتمل أن تستمر قوة الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع، على الأقل حتى الإعلان عن قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي. فهذا هو الحدث الرئيسي الذي يشكل مخاطرة بالنسبة للدولار الأمريكي من حيث البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع. وكانت التوقعات الأخيرة بالنسبة لمؤشر أسعار المستهلكين قد اشارت باستمرار إلى انخفاض في مؤشر أسعار المستهلكين الكلي وارتفاع طفيف في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي. ولكن النتائج الفعلية لقراءة المؤشر كانت تتفوق غالبًا على التوقعات مما أدى إلى دفع الدولار الأمريكي إلى تسجيل مزيد من الارتفاعات. ومن المرجح أن يؤدي أي تكرار لهذا السيناريو إلى نفس النتيجة.

 أما بالنسبة لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية، فتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن نتيجتها يمكن أن تكون صعبة على الرئيس الأمريكي بايدن وعلى الحزب الديمقراطي. فوفقًا لموقع بوليتيكو، تشير استطلاعات الرأي إلى أن مجلس النواب من المحتمل جدً أن يصبح تحت سيطرة الحزب الجمهوري، في حين سيكون هناك "تعادل" في مجلس الشيوخ.  فإذا أصبح للحزب الجمهوري أغلبية أيضًا في مجلس الشيوخ فإن العامين القادمين سيكونان في غاية الصعوبة على الرئيس بايدن. وبالتالي فقد يؤثر ذلك تأثيرًا سلبيًا على المخاطرة في السوق وسيؤثر بشكل إيجابي على الدولار الأمريكي.

الدولار الكندي (CAD)

في ظل أن البنك المركزي الكندي أكثر حذرًا في زيادات أسعار الفائدة، أثر ذلك تأثيرًا سلبيًا تدريجيًا على أداء الدولار الكندي. من المتوقع أن تظهر بيانات البطالة التي سيتم الإعلان عنها في نهاية الأسبوع ارتفاعًا في معدل البطالة وهو أمر من شأنه أن يزيد من حذر البنك المركزي الكندي. وفي الوقت نفسه، فإذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع، سيساعد ذلك على تخفيف بعض من ضغوط البيع على الدولار الكندي.

  • زوج دولار أمريكي/دولار كندي (USD/CAD) - بعد ارتفاع الدولار الكندي في نهاية الأسبوع الماضي تاركًا الزوج ند مستوى المقاومة 1.3808 فإن هناك احتمال مثير بتشكيل نمط الرأس والكتفين. سيكون الدعم عند مستوى 1.3500مهمًا هذا الأسبوع. ومع ذلك ففي الوقت الحالي، يتم تداول الزوج بداخل نطاق.

السلع

سجلت العوائد الحقيقية للسندات الأمريكية ارتفاعًا كما ارتفع الدولار الأمريكي بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. وتشكل الارتباطات السلبية بينهما محركًا ومؤثرًا بقوة على السلع المسعرة بالدولار الأمريكي. وبناء على ذلك، ما نزال نرى اتجاه هبوطي ونفضل البيع عند الارتفاعات على الذهب. الفضة صامدة بشكل يدعو للاستغراب في الوقت الحالي. ولكن إذا هبط الذهب لاختبار الدعم الأخير، فمن المرجح أن يدفع ذلك الفضة إلى الهبوط أيضًا.

 من المثير رؤية النفط قد بدأ الآن في التحرك صعوديًا خلال الأسابيع الستة الماضية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الطلب على النفط سيتعافى في ظل استمرار البنوك المركزية في تشديد سياستها النقدية وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى فترات ركود محتملة. وربما بدأ ذلك في التأثير سلبيًا على ارتفاع سعر النفط. ومع ذلك فإن التحرك صعودي في الوقت الحالي.

  • نفط برنت - يزداد الاتجاه الصعودي الذي شهدته السوق على مدار الأسابيع الخمسة الماضية والانتعاش يقوم بشكل متزايد بتحويل الاندفاع الهبوطي على المدى القريب إلى شيء أكثر أهمية. وفي ظل أنه يجري التداول الآن تحت مستوى 100 دولار للبرميل، ستظل التوقعات على المدى المتوسط محايدة. الدعم عند مستوى 93.40 دولار مهم للغاية
  • الذهب - في ظل بقاء الاتجاه الهبوطي الأساسي كما هو دون تغيير وهبوط المتوسطات المتحركة، يظل ها السوق سوقًا للبيع عند الارتفاعات. توجد مقاومة متزايدة بين مستوى 1670 دولار ومستوى 1690 دولار الآن. ونحن نرى أنه ستكون هناك ضغوط على مستوى 1615 دولار مع إمكانية كسر هبوطي إلى مستوى 1560 دولار.
  • الفضة - شهدت الفضة تقلبات قريبة الأمد بداخل نطاق متوسط الأجل حيث تذبذبت السوق بين مستوى 17.55 دولار ومستوى 21.55 دولار خلال الشهور الأربعة الماضية. وسيؤدي الصمود فوق منطقة الدعم عند 18.80/19.10 دولار إلى ميل إيجابي طفيف ولكن التوقعات على المدى القريب لا تزال غامضة.

 وول ستريت

قد قطعنا الآن أكثر من منتصف الطريق في موسم أرباح الشركات الأمريكية وما كان يبدو في البداية موسم أرباح مشجع إلى حد ما بدأ ينحدر إلى مستوى متواضع. فالشركات التي تصدر توقعات سلبية تفوق الشركات التي تصدر توقعات إيجابية. ووفقًا لبيانات Factset، تم تعديل نمو الأرباح المدمجة (سواء النمو الفعلي أو المتوقع) بالخفض إلى ما يقرب من 2% (وهو أضعف مستوى من الربع الثالث لعام 2020).  ويبدو كما لو أن احتمال تغيير البنك المركزي الأمريكي لمسار سياسته النقدية هو ما قاد ارتفاع شهر أكتوبر في وول ستريت. وفي ظل تبدد هذا الاحتمال الآن، تزيد احتمالية تجدد البيع عند الارتفاعات.

  •  العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 - أدى الهبوط الكبير في أعقاب قرار البنك المركزي الأمريكي إلى تدهور كبير في التوقعات. فبالإضافة إلى المقاومة المهمة حول منطقة 3885/3935، تتعرض السوق الآن لخطر البيع عند الارتفاعات. ستكون الوصول إلى القمة المنخفضة عند الحد المحوري 3757/3820 تحركًا هبوطيًا هذا الأسبوع.
  • العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 - هبطت أسهم قطاع التكنولوجيا بشكل حاد في الأسبوع الماضي تاركة مقاومة قوية الآن عند مستوى 11730. وفي ظل تكوين الزخم التصحيحي، نحن نميل إلى استخدام الارتفاعات على المدى القريب كفرصة للبيع من أجل اختبار قاع شهر أكتوبر عند مستوى 10485.
  • العقود الآجلة لمؤشر داو جونز - يعتبر تفوق مؤشر داو جونز ذو المخاطر المنخفضة في أدائه مقابل مؤشر ناسداك أمرًا رائعًا للغاية. ولكن مؤشر داو جونز قد تأثر بقرار البنك المركزي الأمريكي وحدث تحرك هبوطي كبير ترك مقاومة عند مستوى 33100 وتوقعات بحدوث تصحيح على المدى القريب.  ويقع الدعم عند منطقة 30875/31400.

أوروبا

ملحوظة: هذه التوقعات هي أحدث توقعات متاحة

 اليورو (EUR)

في أعقاب المفاجآت الصعودية في التضخم في منطقة اليورو، تزداد الأصوات الداعية إلى تشديد السياسة النقدية في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي. ومع ذلك، فهذا لا يدعم اليورو كثيرُا. فعلى الرغم من ارتفاع عوائد السندات في منطقة اليورو إلا أن الفروق في العوائد بين البلدان الأساسية والبلدان الطرفية آخذة في الاتساع وهو أمر يؤثر سلبيًا على أداء اليورو. سينصب التركيز في هذا الأسبوع على مبيعات التجزئة في منطقة اليورو، ولكن لا توجد بيانات كثيرة يمكن أن تغير وجهة النظر هنا. ويشير ذلك إلى المزيد من المعاناة لليورو مقابل الدولار الأمريكي خصوصًا وأيضًا مقابل الين الياباني في ظل ضعف الإقبال على المخاطرة.

  •  زوج يورو/دولار أأمريكي (EUR/USD) - أدى فشل الثيران الأسبوع الماضي إلى زيادة قوة منطقة المقاومة عند 0.9900/1.0000 وتكونت توقعات تصحيحية حاسمة. وتشكل الارتفاعات فرصة للبيع في هذا الأسبوع للضغط على مستوى 0.9700 وربما القاع المرتفع المهم عند مستوى 0.9630.

 الجنيه الإسترليني (GBP)

كتبت مجلة "ذي إيكونيميست" مؤخرًا عن "التكاليف الاقتصادية للأخطاء السياسية" على الأصول البريطانية والتي تؤثر سلبيًا على الجنيه الإسترليني. وصحيح أن الآفاق السياسية الأكثر استقرارًا قد أزالت قدرًا من "التكاليف الاقتصادية للأخطاء السياسية" ولكننا الآن أمام توقعات اقتصادية سلبية بشكل متزايد. وكان البنك المركزي البريطاني قد قام برفع قوي لسعر الفائدة بمقدار 75نقطة أساس. ولكن الرسالة التي أعطاها البنك بدت كما لو أن البنك لم يكن يريد ذبك. فرفع سعر الفائدة بشكل قوي خلال مرحلة ركود اقتصادي هو أمر ضار من الناحية الاقتصادية، حتى إذا كان التضخم أعلى من 10%. ويتعرض الجنيه الإسترليني في الوقت الحالي لضغوط بيع متزايدة، ولا يوجد في هذا الأسبوع بيانات اقتصادية كثيرة يمكن أن تحدث تغييرًا في هذا المسار. فالإعلان المنتظر عن تسجيل قراءة سلبية للناتج الإجمالي المحلي في الربع الثالث سيزيد الضغوط على الجنيه الإسترليني.

  • زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي (GBP/USD) - أدت عمليات البيع الكثيفة بعد قراري البنك المركزي الأمريكي والبريطاني إلى تغيير التوقعات بشكل حاسم. سيكون رد الفعل على الارتفاعات قريبة الأجل مهمًا للغاية ولكن يبدو الآن أن الارتفاعات تشكل فرصة للبيع. وسيكون فشل الثيران حول أو تحت الدعم عند مستوى 1.1380 إشارة هبوطية. ونحن نرى أنه سيكون هناك ضغط على الدعم عند منطقة 1.0925/1.1060.

 المؤشرات

يتفوق أداء المؤشرات الأوروبية مرة أخرى على أداء وول ستريت. ونحن نرى أن أداء مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك الفرنسي يكون أفضل عند ارتفاع المخاطرة. ولكن عندما ينخفض الإقبال على المخاطرة فإن مؤشر فوتسي 100 يبدأ في التفوق في الأداء.

  • مؤشر داكس - صحيح أن الاتجاه الصعودي الحاد ربما يكون قد تم اختراقه ولكن الزخم الإيجابي القوي لى مؤشر القوة النسبية يظهر أنه لا يزال يتم الشراء عند الانخفاضات. سيكون من المهم صمود الدعم في منطقة 13000/13030 من أجل استمرار ذلك حتى يتم رؤية اختبار للمقاومة الواقعة في منطقة 13440/13560.
  • مؤشر فوتسي 100 - أتمم الارتفاع القوي تكوين نمط استقراري فوق مستوى 7105 ويشير إلى مزيد من التحرك الصعودي نحو مستوى 7430. في ظل قوة الدفع الإيجابية القوية ودعم الاتجاه الصعودي، ما نزال نفضل الشراء عند الانخفاض.  وسيساعد صمود الدعم في المنطقة 7090/7105 في المحافظة على ذلك.


يتم تقديم هذه المادة بغرض إمدادك بمعلومات عامة فقط ولا يُقصد منها أن تشكل (ولا ينبغي النظر إليها باعتبارها تشكل) مشورة للاستثمار المالي أو أي نوع آخر من المشورة التي ينبغي الاعتماد عليها. فمن غير المصرح لشركة إنفينوكس تقديم المشورة الاستثمارية. ولا يشكل أي رأي وارد في هذه المادة توصية سواء من إنفينوكس أو من المؤلف بأن أي استثمارات أو أوراق مالية أو معاملات أو استراتيجيات استثمار محددة ملائمة لأي شخص محدد.

جميع عمليات التداول تنطوي على مخاطر.